فصل: تفسير الآية رقم (1):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (58):

{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ} عاهدوك {خِيَانَةً} في عهد بأمارة تلوح لك {فانبذ} اطرح عهدهم {إِلَيْهِمْ على سَوآء} حال: أي مستوياً أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين}.

.تفسير الآية رقم (59):

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
ونزل فيمن أفلت يوم بدر {وَلاَ يَحْسَبَنَّ} يا محمد {الذين كَفَرُواْ سَبَقُواْ} الله أي فاتوه {إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} لا يفوتونه. وفي قراءة بالتحتانية، فالمفعول الأول محذوف أي (أنفسهم). وفي الأخرى بفتح (أن) على تقدير اللام.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}
{وَأَعِدُّواْ لَهُمْ} لقتالهم {مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} قال صلى الله عليه وسلم «هي الرمي» رواه مسلم {وَمِن رّبَاطِ الخيل} مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله {تُرْهِبُونَ} تُخَوِّفون {بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ} أي كفار مكة {وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ} أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَئ فِي سَبِيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} جزاؤه {وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} تنقصون منه شيئاً.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}
{وَإِن جَنَحُواْ} مالوا {لِلسَّلْمِ} بكسر السين وفتحها: الصلح {فاجنح لَهَا} وعاهدهم. قال ابن عباس: هذا منسوخ بآية السيف [5: 9] وقال مجاهد: مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة {وَتَوَكَّلْ عَلَى الله} ثق به {إِنَّهُ هُوَ السميع} للقول {العليم} بالفعل.

.تفسير الآية رقم (62):

{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)}
{وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ} بالصلح ليستعدوا لك {فَإِنَّ حَسْبَكَ} كافيك {الله هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبالمؤمنين}.

.تفسير الآية رقم (63):

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}
{وَأَلَّفَ} جمع {بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} بعد الإِحَنِ {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرض جَمِيعاً مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} بقدرته {إِنَّهُ عَزِيزٌ} غالب على أمره {حَكِيمٌ} لا يخرج شيء عن حكمته.

.تفسير الآية رقم (64):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}
{ياأيها النبى حَسْبُكَ الله} حسبك {مَنِ اتبعك مِنَ المؤمنين}.

.تفسير الآية رقم (65):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)}
{ياأيها النبى حَرِّضِ} حُثَّ {المؤمنين عَلَى القتال} للكفار {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صابرون يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ} منهم {وَإِن يَكُنْ} بالياء والتاء {مّنكُمْ مِّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الذين كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ} أي بسبب أنهم {قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} وهذا خبر بمعنى الأمر: أي ليقاتل العشرون منكم المائتين، والمائةالألف ويثبتوا لهم، ثم نسخ لما كثروا بقوله.

.تفسير الآية رقم (66):

{الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)}
{الئان خَفَّفَ الله عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} بضم الضاد وفتحها عن قتال عشرة أمثالكم {فَإِن يَكُن} بالياء والتاء {مِّنكُمْ مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ} منهم {وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ الله} بإرادته، وهو خبر بمعنى الأمر: أي لتقاتلوا مثليكم وتثبتوا لهم {والله مَعَ الصابرين} بعونه.

.تفسير الآية رقم (67):

{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}
ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر: {مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونُ} بالتاء والياء {لَهُ أسرى حتى يُثْخِنَ فِي الأرض} يبالغ في قتل الكفار {تُرِيدُونَ} أيها المؤمنون {عَرَضَ الدنيا} حطامها بأخذ الفداء {والله يُرِيدُ} لكم {الأخرة} أي ثوابها بقتلهم {والله عَزِيزٌ حَكُيمٌ} وهذا منسوخ بقوله: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً} [4: 47].

.تفسير الآية رقم (68):

{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}
{لَّوْلاَ كتاب مِّنَ الله سَبَقَ} بإحلال الغنائم والأسرى لكم {لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ} من الفداء {عَذَابٌ عظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (69):

{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}
{فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حلالا طَيِّباً واتقوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (70):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)}
{يَا أَيُّهَا النَّبيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أيْدِيكُمْ مِنَ الأسرى} وفي قراءة {الأسارى} {إِن يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً} إيماناً وإِخلاصاً {يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمّآ أُخِذَ مِنكُمْ} من الفداء بأن يضعِّفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} ذنوبكم {والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}
{وَإِن يُرِيدُواْ} أي الأسرى {خِيَانَتَكَ} بما أظهروا من القول {فَقَدْ خَانُواْ الله مِن قَبْلُ} قبل بدر بالكفر {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} ببدر قتلاً وأسراً فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا {والله عَلِيمٌ} بخلقه {حَكِيمٌ} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (72):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله} وهم المهاجرون {والذين ءاوَواْ} النبي صلى الله عليه وسلم {وَّنَصَرُواْ} وهم الأنصار {أولئك بَعْضُهُمْ أَوْلِيآءُ بَعْضٍ} في النصرة والإِرث {والذين ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ ما لَكُمْ مِّن ولايتهم} بكسر الواو وفتحها {مِن شَئ} فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة {حتى يُهَاجِرُواْ} وهذا منسوخ بآخر السورة {وَإِنِ استنصروكم فِي الدين فَعَلَيْكُمُ النصر} لهم على الكفار {إِلاَّ على قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مّيثَاقٌ} عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم {والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (73):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}
{والذين كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في النصرة والإِرث، فلا إرث بينكم وبينهم {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} أي تولي المسلمين وقمع الكفار {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرض وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} بقوة الكفر وضعف الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (74):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}
{والذين ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا فِي سَبِيلِ الله والذين ءَاوَواْ وَّنَصَرُواْ أولئك هُمُ المؤمنون حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} في الجنة.

.تفسير الآية رقم (75):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}
{والذين ءَامَنُواْ مِن بَعْدُ} أي بعد السابقين إلى الإِيمان والهجرة {وَهَاجَرُواْ وجاهدوا مَعَكُمْ فأولئك مِنكُمْ} أيها المهاجرون والأنصار {وَأُوْلُوا الأرحام} ذوو القرابات {بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ} في الإِرث من التوارث بالإِيمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة {فِي كتاب الله} اللوح المحفوظ {أَنَّ الله بِكُلِّ شَئ عَلِيمٌ} ومنه حكمة الميراث.

.سورة التوبة:

.تفسير الآية رقم (1):

{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}
هذه {بَرآءَةٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ} واصلة {إِلَى الذين عَاهَدْتُمْ مِّنَ المشركين} عهداً مطلقاً أو دون أربعة أشهر أو فوقها، ونقض العهد بما يذكر في قوله.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)}
{فَسِيحُواْ} سيروا آمنين أيها المشركون {فِي الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} أوّلها شوّال، بدليل ما سيأتي، ولا أمان لكم بعدها {واعلموا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله} أي فائتي عذابه {وَأَنَّ الله مُخْزِى الكافرين} مذلُّهم في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}
{وَأَذَانٌ} إعلام {مّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الناس يَوْمَ الحج الأكبر} يوم النحر {أن} أي بأن {الله بَرِئ مِّنَ المشركين} وعهودهم {وَرَسُولُهُ} بريء أيضاً، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عَلِيّاً من السنة وهي سنة تسع فأذَّنَ يوم النحر بمنى بهذه الآيات، وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. رواه البخاري {فَإِن تُبْتُمْ} من الكفر {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ} عن الإِيمان {فاعلموا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى الله وَبَشِّرِ} أخبر {الذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} مؤلم وهو القتل والأسر في الدنيا، والنار في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)}
{إِلاَّ الذين عاهدتم مِّنَ المشركين ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً} من شروط العهد {وَلَمْ يظاهروا}: يعاونوا {عَلَيْكُمْ أَحَداً} من الكفار {فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى} انقضاء {مُدَّتِهِمْ} التي عاهدتم عليها {إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} بإِتمام العهود.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}
{فَإِذَا انسلخ} خرج {الأشهر الحرم} وهي آخر مدة التأجيل {فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} في حِلٍّ أو حرم {وَخُذُوهُمْ} بالأسر {واحصروهم} في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الإِسلام {واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} طريق يسلكونه، ونصب (كلَّ) على نزع الخافض {فَإِن تَابُواْ} من الكفر {وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} ولا تتعرضوا لهم {إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لمن تاب.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)}
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المشركين} مرفوع بفعل يفسره {استجارك} استأمنك من القتل {فَأَجِرْهُ} أمِّنه {حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله} القرآن {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} أي موضع أمنه: وهو دار قومه إن لم يؤمن، لينظر في أمره {ذلك} المذكور {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} دينَ الله فلابد لهم من سماع القرآن ليعلموا.